الفيرومونات Pheromone كيماويات تتركب من جزيئات عضوية معقدة، تستعمل لنقل الإشارة من حيوان لآخر، تهدف لجذب الحيونات لبعضها كل حسب نوعه في موسم التزاوج، أو للتنبيه من خطر محدق أو للتوجيه لوجود غذاء، فعندما تطلق الأنثى جزيء فرمون بسيط، ويصاب الذكر على الفور بالرغبة ويطير مباشرة نحو الأنثى مع فكرة واحدة فقط في ذهنه... ما يلي هو التزاوج، وهذا اللقاء لتحفيزهما على التكاثر.
إذا تمت ملاحظة تأثيرات الفيرومونات في الحشرات والحيوانات بالفعل، فإن وظائفها في البشر أكثر إثارة للجدل. كيف تعمل وما تأثيرها على علاقاتنا الجنسية والرومانسية؟
ما هي الفرمونات
الفرمونات هي مواد كيميائية تنتجها الغدد خارجية الإفراز (الغدد التي تفرز مواد تهدف إلى طردها من الجسم)، والتي تحفز سلوكًا معينًا لدى فرد آخر من نفس النوع.فهي تنبعث من الرجال والحيوانات وبعض النباتات، وبالتالي فهي بمثابة "رسالة" بين الأفراد من نفس النوع وتؤثر على سلوكهم الجنسي بشكل خاص، إلا أن تأثير هذه المواد أقل إثارة عند البشر منه عند الحيوانات.
يتم إفراز الفيرومونات بشكل عام من المناطق الأكثر دفئًا والأكثر شعرًا في الجسم (الإبطين والعانة والشعر وما إلى ذلك).
أنواع الفرمونات
يمكن تمييز عدة أنواع من الفرمونات كما يلي:الفرمونات الجنسية (التي تؤثر على السلوك الجنسي للأنواع).
الفيرومونات الأثرية (التي، على سبيل المثال، يتركها النمل على الأرض بمجرد تحركها).
الفيرومونات الوبائية أو المتباعدة (التي تستخدم لترسيم حدود المنطقة).
الفيرومونات الاجتماعية (التي تساعد في الحفاظ على بنية المستعمرة).
الفيرمونات التنبيهية (التي تشير إلى الخطر على الأفراد الآخرين).
فيرومونات التنظيم الاجتماعي.
تؤدي بعض المواد إلى ظهور سلوكيات معينة في الحشرات والحيوانات، مثل cycloalexia (الدفاع الدائري).
الفيرمونات حول العالم
قبل وقت طويل من اكتشاف الفيرومونات، كان هناك شك في القوة المثيرة للشهوة الجنسية لروائح الجسم، بل وحتى الاعتراف بها. نحن نعلم أنه في العصر الإليزابيثي، كانت النساء يقدمن لعشاقهن " تفاحات الحب ": تفاحات مقشرة كانوا يمسكونها بإحكام في جوف الإبط من أجل تشريبها برائحتها. كما قدم الرجال لصديقاتهم منديلًا مشربًا برائحة الإبط. في بعض البلدان، تستخدم النساء إفرازاتهن الحميمة لصنع جرعات الحب. وفي البرازيل، في المناطق الريفية، تقدم النساء لأزواجهن القهوة المفلترة من خلال الملابس الداخلية التي تم ارتداؤها! ولكن ما الذي نعرفه حقاً عن دور هذه المواد "الرائحة" في الجنس الآخر؟الفرمونات عند الإنسان
هل يمكن للإنسان أن يكون حساسًا، مثل الحشرات وبعض الثدييات، للمواد المتطايرة او الفرمونات؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب علينا أولاً أن نتذكر أنه، مثل الثدييات الأخرى، لدينا نظامان للإدراك الشمي: الغشاء المخاطي الشمي الموجود في المنطقة الخلفية والعلوية من تجويف الأنف والعضو الميكعي الأنفي أو عضو جاكوبسون. وكان يُعتقد منذ فترة طويلة أن هذا العضو، الذي يشارك في الحيوانات في التعرف على الفيرومونات، لا يعمل لدى البشر. وقد أظهرت الأبحاث الحديثة عكس ذلك.تسمى الروائح التي يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل غريزية مثل النشاط الجنسي أو العدوان بالفيرومونات. في مملكة الحيوان، تجذب الفرمونات شركاء السلوك الإنجابي، ولكنها أيضًا تحذر المفترس من وجود الحيوان الذي سيصنع وجبته المستقبلية. بالنسبة للرجال، ركزت الأبحاث بشكل أساسي على الفرمونات الجنسية.
الفيرمونات للنساء
وبعد إثبات عمل الفيرومونات بنجاح على دورة المبيض لدى القوارض، أصبح الباحثون مهتمين بالنساء. ففي البداية، ركزت الملاحظة على مجموعات من النساء اللاتي كن قريبات منهن ويتقاسمن جزءًا كبيرًا من وقتهن. والمثير للدهشة أن مواعيد الدورة الشهرية أصبحت تقترب أكثر فأكثر خلال الأشهر التي قضياها معًا. هذا التزامن في دورات الحيض يمكن أن يشير إلى عمل الفيرومونات. لا يزال يتعين إثباته!وقد تم ذلك باستخدام الإفرازات المجمعة على القطن من الإبطين عند النساء. أثبتت هذه الفوط القطنية التي يتم وضعها بانتظام فوق الشفة العليا لنساء أخريات تأثيرها على إيقاع دورة المبيض لديهن. وإذا كان التأثير موجودًا لدى النساء، فإنه يظل ضئيلًا مقارنة بعمل الفيرومونات على الدورة المبيضية للقوارض! في الواقع، لدى بعض القوارض، تتمتع بعض الفيرومونات بالقدرة على إيقاف الدورة ويمكن أن تسبب الإباضة.
الفيرومونات: سلوك فطري أو مكتسب
تم إجراء الأبحاث حول الفيرومونات عندما تم اكتشاف أن بعض الغدد العرقية - الموجودة عند الرجال - تفرز الستيرويدات ذات الرائحة المعروفة بأنها تلعب دور الجاذبات الجنسية في الحيوانات (الأندروستينول والأندروستينون). وبالمثل، تم العثور على مواد أخرى في الإفرازات المهبلية للنساء والتي تجذب الذكر في قرود المكاك نحو الأنثى.وقد أظهرت العديد من التجارب التأثير الجذاب أو البغيض للرائحة على الرجال والنساء. وكانت التجربة الأكثر شهرة هي رش الأندروستينون على مقعد في غرفة انتظار طبيب الأسنان. النتائج: النساء يجلسن هناك في كثير من الأحيان بينما يتجنب الرجال ذلك.
ولكن هل هي حساسية للرائحة أم رد فعل على الفيرومونات؟ اليوم، لا يمكن للأبحاث أن تقول ذلك. نحن نعلم أن الرجال حساسون للروائح منذ الولادة. الطفل الذي يتعرض لرائحة كريهة سيشير على الفور إلى عدم ارتياحه من خلال تعبيرات الوجه، في حين أن الرائحة التي تعلمها من والدته سوف تهدئه.
في الحيوانات، للفيرومونات تأثير مباشر على الهرمونات الجنسية. أما في البشر، لم يظهر هذا التأثير البيولوجي إلا في تزامن دورات الحيض لدى النساء. ولكن من الممكن أن يتفاعل الرجال والنساء مع رائحة يرونها ويعدلون سلوكهم دون أن يدركوا ذلك حقًا.
وأظهرت التجارب أنه من السهل، بالاعتماد فقط على الرائحة، التمييز بين ما إذا كان القميص يرتديه رجل أم امرأة، والأمر نفسه ينطبق على التنفس أو رائحة اليدين.
الفيرمونات عطر الجاذبية
وفي السنوات الأخيرة، تطورت تجارة حقيقية في العطور ذات الفيرومونات، المكونة من المنشطات الشهيرة المعروفة باسم "الجاذبات الجنسية". تحتوي المنتجات المخصصة للرجال على الأندروستينون، وهو هرمون من المفترض أن يجذب النساء، بينما تحتوي المنتجات المخصصة للنساء على الأندروستينول الذي يهدف إلى جعل "الذكور" يتفاعلون. لكن يجب أن تعلم أن فعاليتها لم تثبت على البشر مطلقًا.وسيكون من الأجدر بروائح الجسد وما تثيره فينا من طمأنينة أو متعة أو استياء أن نكون حساسين. لذلك فإن انبعاثنا الجسدي سيكون أفضل مصدر للإغواء لدينا أو إثارة الشهوة، الفيرمونات عطر الجاذبية.
قد يهمك: الصيام المتقطع فوائده في الحفاظ على صحة الأمعاء وتنظيم الوزن
تنبيه هام
هذه المعلومات الدوائية لا تغني عن زيارة الطبيب، ولا ننصح بتناول أي دواء دون استشارة طبية، والموقع غير مسؤول عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب.
( نسأل الله تعالي لكم الشفاء العاجل والعافية )
يمكنك أن تفيد غيرك بنشر المقال علي مواقع التواصل الاجتماعياشترك في قناة صيدلي علي الواتساب مجاناً من هنا
تعليقات: 0
إرسال تعليق